ولقد كَانَ كفار قريش ينهون النَّاس عن الاستماع للقرآن الكريم ويقولون: هذا أساطير الأولين، وإفك قديم من كلام الكهان، وإن هو إلا قول البشر، وإنْ هذا إلا سحر يؤثر... إِلَى آخر ما يقولون، ومع ذلك كانوا يجتمعون في الليل يستمعون القرآن، ويتعجبون من هذا الكلام الذي ليس له مثيل لا في كلام الشعراء، ولا في سجع الكهان أبداً، ففي أنفسهم يعلمون أنه الحق.
لكن أمام النَّاس في المنتديات يقولون: هذا كذب! هذا باطل! نعوذ بالله: ((فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ)) [الأنعام:33] أي لا يعتقدون في قلوبهم أنك كاذب, ولا يقولون: إنه كاذب ((وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ)) [الأنعام:33] فالظلم والإجحاف، والأنفة، والعناد والاستكبار في الأرض، ومكر السيء.
ومثل هذه الأمور هي التي حالت بينهم وبين الإيمان، مثل ما حالت بين فرعون وبين الإيمان،
وأما اليهود فما أعجب ما فعلت في هذا الشأن! يتناجون بينهم أنه صادق وإذا ذهبوا إليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كذبوه.